بنيتي العزيزة ........
أجمل شيء في الحياة هو الحب بجميع أنواعه سواء حب الأمومة والأبوة أو حب الأخوة أو حب الزمالة والصداقة وأخيرا حب المراهقة وهو مربط الفرس أي هو موضوعنا هنا إن هذا النوع من الحب ينشئ بين جنسين مختلفين أي بين شاب وفتاة ويكون ذلك في مرحلة عمرية صغيرة ابتداء من سن 13 إلى سن20 ،هذه المرحلة تسمى بمرحلة البلوغ فكل منهما سواء الشاب أو الفتاة يطرأ عليه تغيرات فسيولوجية ونفسية وجسدية ومن الطبيعي أن يحدث تجاذب بين الجنسين وتكون العواطف جياشة وملتهبة في هذه المرحلة.
لكن يجب أن نعلم أن هذا الحب غالبا لا يستمر فترات طويلة ولا يظل على وتيرة واحدة غالبا هو يكون إعجابًا قويًا بشخصية الآخر أو شكله أو أخلاقه أو طباعه فيختلط علينا الأمر في هذه المرحلة العمرية فلا نستطيع التفريق بين الإعجاب والحب الحقيقي الذي ينتهي بالزواج، وأكبر دليل على ذلك أنه بعد فترة من الزمن تجدين أن عواطفك الجياشة هذه تجاه هذا الشخص تقل حدتها واحدة واحدة حتى تكتشفي أنه شخص عادي بالنسبة لك أو أنه غير مناسب لك كزوج في المستقبل وبالتالي تتحول مشاعرك عنه وتنتقل مشاعرك هذه إلى شخص آخر تجدين فيه شيئًا يختلف عن الشاب الأول يجذبك إليه وتشعرين وقتها أنك تحبينه أيضا بنفس القوة التي كانت في البداية وبعد فترة تقل حدة هذا الحب وتنتقلين إلى غيره وهكذا ............ إلى أن تنضجي وتنضج معك مشاعرك العاطفية ووقتها تستطيعين أن تختاري الشخص المناسب لك من الناحية العاطفية والاجتماعية والمادية والعقلية والثقافية حتى يكون هناك توافق بينكما، وأنا أرى أنك صغيرة على الحب الحقيقي الذي أخبرتك عنه يا ابنتى.
مهلا أنا لا أقول لك لا تعيشي مشاعر المراهقة لأن ذلك غير طبيعي وإنما أقول لك عيشيها واستمتعي بها ولكن بتفهم أي أنني أوضحت لك ما تمرين به خلال هذه المرحلة حتى تفرقي بين حب المراهقة وحب النضوج حتى لا يختلط عليك الأمر وتنجرفي لأشياء لا يحمد عقباها.
سوف أقدم لك نصيحة أرى أنها أفضل الحلول لك وهي أن تشغلي وقت فراغك بأي شيء تفضلين كممارسة الرياضة مثلا بأن تشتركي في رياضة تحبينها أو انظري إلى هواياتك سواء الفنية أو الثقافية واشتركي في الأنشطة المتاحة لك، والتفتي لدروسك جيدا حتى تستطيعين بناء مستقبل جيد لك تفخرين به ولا تجعلي حب المراهقة هو شغلك الشاغل لأنه حتما سيؤثر على دراستك وتركيزك ومذاكرتك ومن ثم الفشل في المستقبل
وحاولي تكوين صداقات ناجحة فالصداقة شيء جميل.
وفي نهاية حديثي لا يسعني إلا أن أتمنى لك النجاح في حياتك العلمية والتفوق فيها ومن ثم النجاح في حياتك العملية وأخيرا في حياتك العاطفية.