فى الوقت الذى تسعى فيه وسائل الإعلام المصرية لرأب الصدع بين الشعبين المصرى والجزائرى، التزاما بنهج المصالحة والتقارب، تسعى عدد من الدكاكين الصحفية الصفراء فى الجزائر إلى إثارة الفتنة وتأليب نفوس الأشقاء الجزائريين على الشعب المصرى ورموزه من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، بعد أن اعتادت التطاول على الرموز السياسية، وآخر هذه المحاولات تلك المزاعم الكاذبة التى نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية حول سعى الفنان مصطفى شعبان لاستبعاد متسابقين جزائريين من نيل الجائزة المالية فى برنامج "واحد ضد 100" المسابقات الذى يقدمه على قناتى الحياة المصرية وأبو ظبى.
إلى هذا الحد بلغ التطاول من النفوس المريضة فى صحيفة الشروق التى لا نعرف ماذا يريد القائمون عليها وماذا يكسبون من تسميم الأجواء بين شعبى مصر والجزائر، لقد وصل بهم المرض فى القلب والعمى فى البصيرة إلى الزعم بأن مصر تشن على الجزائر حرباً استباقية فى جميع المجالات، بما فيها الفضائيات المصرية والعربية، وأن النجوم المصريين ضالعون فى هذه الحرب.. إلى هذا الحد بلغ الكذب والافتراء، إلى هذا الحد بلغ تغلغل أعداء الأمة من نفوس هذا الدكان الأصفر المسمى بالشروق والمحسوب خطأ على الإعلام؟ إننا نتساءل، ما مصلحة أصحاب الشروق فى بث الفتنة بين مصر والجزائر إلا إذا كانوا يديرون حرب أعداء الأمة المتخفين من وراء ستار.. إن المصريين شعبا وحكومة يمدون أيديهم بالمصالحة للشعب الجزائرى.. ورغم ذلك يسعى أعداء الأمة داخل الجزائر إلى إفساد هذا السعى العروبى الشريف..
اقرأ افتراءات "الشروق الجزائرية" عزيزى القارئ لتعرف ماذا يريد دعاة الفتنة والخصومة..
تأكد الآن بما لا يدع مجالا للشك أن مبتغى المصريين من خلال الحرب القذرة التى شنّوها على الجزائر بكل وسائل إعلامهم إنما هى حرب "استباقية"، الهدف منها ضرب الجزائر فى كل المجالات، ومحاولة إبعادها عن أى حدث عربى بارز وليس كرويا كما حاولوا تصويره فى بعض برامجهم.
والمحاولات لم تتوقف عند وسائل الإعلام المصرية فقط، بل تحاول أن تطال كل الفضائيات العربية حسب القدرة طبعا، وما حدث للجزائرى زين العابدين حسن، وهو صيدلى متفوق يقطن بقسنطينة وله أصول سورية من دمشق، ولكنه شارك بجنسيته الجزائرية وله من بسطة العلم ما حيّر المصريين قبل غيرهم من العرب، هو حلقة لن تكون الوحيدة فى هاته الحرب القذرة، فمنذ إعلان قناة أبو ظبى الإماراتية عن اقتراب بث البرنامج الترفيهى التثقيفى الشهير "واحد ضد مائة" المأخوذ عن البرنامج الأمريكى الأكثر شهرة فى العالم "فاسينغ ذا هندرد" الذى يموله صاحب "ستار أكاديمى" أندى مول والذى يمتلكه حاليا برليسكونى، حتى سجل زين العابدين نفسه وسافر خلال شهر أبريل الماضى إلى تونس، حيث شارك رفقة حوالى مائة ممتحن مغاربى فى المسابقة التأهيلية الأولى وتمكن من إبهار الفريق الممتحن اللبنانى فى الكاستينج الذى منحه المركز الأول منذ ثالث سؤال فى الكاستينغ ليكون ضمن الدفعة الأولى والمرشح الأول للمشاركة، وأيضا انتزاع الفوز فى هذا البرنامج الذى تراهن عليه قناة أبو ظبى للعودة بقوة إلى المتفرج العربى، والبرنامج هو عبارة عن معلومات عامة يواجه بها المتسابق مائة شخص كلما أقصى واحداً منهم كلما اقترب من المبلغ المقترح للفائز وهو 200 ألف دولار، أى حوالى مليار ونصف بالعملة الجزائرية.
وتمكن زين العابدين من إبهار لجنة الاختيار اللبنانية التى طرحت عليه أزيد من سبعين سؤالا كانت أشبه "بالحلوى" بالنسبة إليه، كما اعترفت بذلك ممتحنة لبنانية، وتم إدراج اسمه الأول للانطلاق فى رحلة الفوز بمائتى ألف دولار فى برنامج اتضح مع مرور الوقت أن قناة الحياة المصرية أيضا اشترت حق بثه والمشاركة فيه مناصفة مع قناة أبو ظبى الإماراتية، وهى التى أبطلت مشاركة العبقرى الجزائرى حتى لا تقدم بنفسها الجائزة لجزائرى مع العام الجديد، وتم منح الممثل المصرى "الفاشل" مصطفى يوسف شعبان شرف تقديمه مع الإشارة،إن هذا الممثل هو ابن الممثل يوسف شعبان، أحد أكبر المتكالبين على الجزائر فى الحرب القذرة، وهو نقيب الفنانين السابق والذى أوصل ابنه لبلوغ قمة أفلام الأكشن، رغم أن هناك إجماعا شاملا على محدوديته وافتقاده للكاريزما الفنية.
والبرنامج من المفروض أن ينطلق بثه بداية العام القادم، وكل مترشح يبقى فى أكبر استوديو تصوير فى الشرق الأوسط وهو "استوديو فيزيون" ببيروت لمدة 25 يوما، وتم إشعار الجزائرى زين العابدين وحجز تذكرة سفره مع فيزا عبر الإميل إلى لبنان ما بين 15 نوفمبر و6 ديسمبر الحالى.. ومع تداعيات مباراة مصر أمام الجزائر، تم تجاهله وحرمانه من المشاركة، وعندما اتصلت "الشروق اليومى" بالفريق اللبنانى الساهر على البرنامج، سألوا عن جنسية المشارك وابتسموا وفقط؟.. أما زين العابدين حسن فأقسم بالله أنه لو كان يعلم أن الحياة المصرية مشتركة فى البرنامج ما لطّخ اسمه بها حتى ولو بلغت الجائزة مليار دولار، وقال إنه يفتخر كونه ينتمى لمدينتين حضاريتين هما "قسنطينة ودمشق".. وتمنى من "أبو ظبى" قناته المفضلة أن لا "تتسخ" بمثل هذه الأعمال المصرية اللاحضارية.