نطالع تقريرا في الأوبزيرفر البريطانية الصادرة اليوم ترصد فيه الصحيفة تعرجات الخط البياني لمشاعر الغضب والسخط في أوساط المسلمين في الدول الغربية، وكيف أن التنبوءات والهواجس بشأن حدوث ثورة تطرف جماعي بينهم لم يكن لها ما يبررها، بل أن تلك المخاوف أخذت مؤخرا تتلاشى وتضمحل.
يقول التقرير، الذي أعده مراسلا الصحيفة في كل من باريس وبروكسل، إن التفجيرات وأعمال الشغب كانت قبل نحو سنوات خمس تغذِّي مشاعر القلق والخوف من أن مسلمي أوروبا كانوا على وشك ركوب موجة من التطرف الجماعي، لكن الواقع اليوم جاء ليدحض تلك التوقعات ويثبت عدم صحتها.
في البداية، يصوِّر لنا التقرير، المرفق بصورة كبيرة تظهر فيها امرأتان محجبتان تتسوقان في أحد أسواق مرسيليا في فرنسا، كيف أن منطقة مثل مولنبيك الواقعة وسط بروكسل قد باتت تُعرف اليوم باسم المغرب الصغيرة بعد أن كانت تُدعى في السابق بـ مانشيستر البلجيكية الصغير .
يقول تقرير الأوبزيرفر إن كل ما في المنطقة المذكورة قد بات ينبض بمظاهر الحياة العربية المغاربية. ففي النهار، ترى الأطفال يسرحون ويمرحون ويركلون الكرات في الشوارع المزدحمة بالسيارات المسرعة التي تطلق العنان لأبواقها. وفي الليل، تستقبل المقاهي وبيوت الشاي ضيوفها، والذين لن تستغرب أن تجد بينهم تجار مخدرات ورجال عصابات ومافيا جاؤوا من المغرب العربي.
وبالنسبة للناشطين من أقصى اليمين المتطرف وكتَّاب المدونات المناهضين للإسلام، فإن مولينبيك هذه تعد المكان الذي يتحدد فيه شكل ونمط الأشياء التي ستشهدها المدينة، عاصمة أوروبا، في المستقبل. لا بل أنهم يرون فيها حاضنة للتوتر والإرهاب، وجزءا من موجة ألأسلمة ، التي يُفترضون أنها تجتاح القارة الأوروبية برمَّتها، بدءا من مدينتي أمستردام وروتردام على بحر الشمال، إلى مدينة مرسيليا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
يرى التقرير أن تلك التوقعات السوداوية الرهيبة لدى بعض الغربيين، والتشوية الذي يستند على هوية الأشخاص وانتماءاتهم، كانت قد وصلت إلى ذروتها بين عامي 2004 و2006، وذلك عندما هزت مجموعة من التفجيرات كلا من مدينتي مدريد ولندن.
كما تمثلت تلك الذروة أيضا بمقتل أحد المخرجين السينمائيين المثيرين للجدل في أمستردام والمسيرات الصاخبة التي أعقبت نشر الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية الساخرة المسيئة للرسول محمد.
وتذكرنا الصحيفة بما كان قد ذهب إليه بعض أولئك الذين تنبأوا لأوروبا بمستقبل تتحول فيه القارة تدريجيا إلى الحكم المطلق للشريعة الإسلامية ، ومنهم بروس بوير، مؤلف كتاب عندما نامت أوروبا ، وبرنارد لويس، المؤرخ الأمريكي الذي قال إن أوروبا سوف تكون مسلمة.
كما تذكرنا أيضا بعناوين كانت بعض الصحف البريطانية قد خرجت بها قبل سنوات، ومنها عنوان في الديلي تلجراف يقول: تُرى، هل فرنسا سائرة في طريقها لتصبح دولة إسلامية؟ وآخر في الديلي ميل وصف أعمال الشغب التي اجتاحت تلك البلاد عام 2005 بأنها بمثابة الانتفاضة الإسلامية .
لكن تقرير الأوبزيرفر ينتقل بنا مباشرة إلى أيامنا الراهنة، إذ يخلص إلى نتيجة مفادها أن تلك المخاوف المبالغ بها لم تكن حقيقة في مكانها ، وذلك على الرغم من استمرار البعض بقرع طبول الخطر ومواصلة تنبوءاتهم وتوقعاتهم بشأن انتشار الإسلام في أوروبا.
ويستند تقرير الصحيفة في خلاصته هذه على نتائج استطلاع أجرته مؤخرا مؤسسة جالوب، وأظهرت نتائجه أن ما كان يخشاه البعض من جنوح جماعي نحو التطرف في أوساط المسلمين في أوروبا، والبالغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة، لم يحدث أبدا.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجد الاستطلاع أن 82 بالمائة من المسلمين الفرنسيين، و91 من مسلمي ألمانيا يعتقدون أن الهجمات العنيفة التي تستهدف المدنيين لا يمكن تبريرها .
انتخابات كردستان العرق
وعن الانتخابات التي شهدها إقليم كردستان العراق يوم أمس السبت، تطالعنا صحيفة الإندبندنت بتقرير تحت عنوان الناخبون الأكراد ينتفضون على النخبة الفاسدة.
يقول تقرير الإندبندنت، والذي أعده مراسل الصحيفة في شمال العراق، باتريك كوكبيرن، إن العديد من سكان الإقليم يلقون باللائمة على المؤسسة السياسية الجشعة بشأن عدم المساواة والظلم المتنامي بين سكان الإقليم.
يرصد التقرير مظاهر عدم الرضا والسخط المتصاعد في أوساط سكان كردستان العراق، تلك المشاعر التي يرى المراسل أنها تتجلى بتزايد الدعم الذي باتت تحظى به حركة جوران (التغيير)، وذلك على حساب الأحزاب والشخصيات السياسية التقليدية الكبيرة في المنطقة.
ومما نقرأه في التقرير: يبدو هذا الجوع للإصلاح واضح وجليٌّ في مدينة السليمانية، وهي أكثر أقاليم كردستان اكتظاظا بالسكان.
ويضيف التقرير بالقول: إن انتخابات الأمس قد تظهر أن المناشدات التي كانت تطالب بتحقيق حلم القومية الكردية لم تعد تلقى ذلك الصدى العميق لدى سكان الإقليم، ناهيك عن إظهارها لمشاعر السخط المتنامي ضد الطبقة الكردية الجديدة الحاكمة.
ويمضي تقرير الإندبندنت بقوله إن النخبة الحاكمة في كردستان العراق لربما تكون عملت في الفترة الماضية بشكل كبير لتوطيد دعائمها إلى درجة يصعب معها اقتلاعها من جذورها وإزاحتها عن كرسي الحكم.
ويختم التقرير بالقول: إن ما يجري هنا اليوم في كردستان العراق قد يشكل سابقة لبقية أنحاء البلاد، حيث أن الحكومة أصبحت في وضع أسوأ، إذ يعتقد العديد من العراقيين أن أموال نفطهم يجري نهبها بشكل منظم، وهي تستقر في جيوب أفراد الطبقة الحاكمة التي حلت مكان صدام حسين، وهؤلاء الحكام الجدد ليسوا إلا أنصاف مجرمين.
السلام في خطر
صحيفة الصنداي تايمز تنشر اليوم تقريرا مشتركا لمراسليها في تل أبيب وواشنطن، تحت عنوان التحدي الإسرائيلي يهدد خطة السلام الأمريكية ، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجهها جهود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية بين العرب والإسرائيليين.
يقول تقرير الصنداي تايمز: إن النهج الهجومي لباراك أوباما بالتعامل مع دبلوماسية الشرق الأوسط يواجه اختبارا أساسيا في إسرائيل هذا الأسبوع، وذلك وسط السخط المتزايد في القدس حيال السياسات الأمريكية تجاه إيران والعالم العربي.
ويرى التقرير أنه بعد أشهر من المبادرات التصالحية تجاه جيران إسرائيل، والتي توَّجها أوباما بزيارته التارخية إلى القاهرة الشهر الماضي، أرسل الرئيس الأمريكي كبار مبعوثيه إلى إسرائيل بغرض الضغط على ساستها وإقناعهم بمساعدته بتحقيق اختراق في عملية السلام المتوقفة منذ سنوات عدة.
وتختم الصحيفة بقولها: إن المشكلة بالنسبة إلى أوباما هي أن إبداء أي إشارة تدل على ضعف إسرائيل قد تكون مكلفة جدا لرئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، والذي وصف معاونوه السياسة الأمريكية المتشددة تجاه بلادهم بأنها صبيانية وغبية وواهمة .
ذعر إنفلونزا الخنازير
الشأن المحلي له حضوره الطاغي كالعادة على صفحات الصحافة البريطانية، وتظل متابعة تطورات قضية إنفلونزا الخنازير تحظى بالنصيب الأكبر من تغطية صحف اليوم التي تحفل بالتقارير والمقالات النقدية والتحليلية عن الموضوع.
ففي الأوبزيرفر نطالع تقريرا عن استعداد قاعات البلديات والمكتبات العامة لتقديم يد العون للصيدليات والمراكز الصحية، وذلك من خلال مشاركتها في توزيع العقاقير والأدوية المضادة للفيروس.
كما تنشر الصحيفة أيضا على صفحات الرأي مقالا نقديا لكارول سيكورا يتحدث عن الموضوع، وقد جاء بعنوان فقط جرعة من الإنسانية تستطيع إنقاذنا من هذا الطاعون الحديث.
يقول المقال: في مجتمع غير مؤمن، وتعصف به هيستيريا من كافة الجهات، ينبغي على أولئك الخائفين من إنفلونزا الخنازير أن يضعوا ثقتهم بالقيم التقليدية الأصيلة.
تحذير حكومي
ونقرأ في نفس الصحيفة أيضا تقريرا آخر بعنوان وزير في الحكومة يقول إن الذعر من الإنفلونزا يشكل خطرا على وزارة الصحة ، ويشدد التقرير على الآثار الكارثية التي يمكن أن يخلذَفها الخوف عند المواطنين من المرض على الخدمات الصحية في البلاد.
وفي صحف الأحد نطالع أيضا مواضيع أخرى عدة تعالج الشؤون المحلية والعربية والدولية، ومنها:
في الأوبزيرفر:
- المدان بتفجير لوكربي (عبد الباسط المقراحي) يناشد السلطات إطلاق سراحه.
- غازات سامة تنبعث من بحيرة إفريقية تهدد الملايين.
- أسرار رحلات الـ سي آي إيه السرية ستتكشف.
- متطرفون عنصريون يجبرون فتى على فراش الموت أن يغادر منزله.
في الصنداي تايمز:
- مقابلة مع يوسف إسلام تُنشر تحت عنوان: ما الجديد، يا هريرتي؟ ويتحدث اللقاء عن عودة إسلام إلى عالم الغناء.
- آخر مدفع رشاش (لقب يُقصد به آخر الجنود البريطانيين المشاركين في الحرب العالمية الأولى) هاري باتش يفارق الحياة عن عمر يناهز الـ 111 عاما.
- رحلات وهمية للبارونة أودين تصبح موضوع تحقيق.
- الأشرطة الجنسية ترغم بيرلسكوني على قضاء صيف رزين.