عجيب أمر الاعلام الرياضي المصري وعجيب تفكير الكثير من مشجعي كرة القدم في مصر , إذا فزنا اصبح منتخب مصر اعظم فريق في الكرة الارضية وبه افضل نجوم العالم ومدرب المنتخب عبقري وإذا خسرنا أصبحنا فريق ضعيف ولاعبي منتخبنا أسوأ لاعبين في العالم ومدرب المنتخب فاشل.
هل لا يوجد وسطية في التقييم ؟
لماذا دائما نقيم الاداء تقييم وقتي فيوم الخميس الماضي وبعد فوز مصر على منتخب ايطاليا 1/0 امتلئت القنوات الفضائية بالمحللين و المفكرين ليشرحوا الاداء الرجولي والخطة المحكمة التي منحتنا الفوز على ابطال العالم ويوم الاحد الماضي جاء نفس المحللين والمفكرين الرياضين ليشرحوا الاداء السيىء والخطة الرديئة لهزيمة مصر امام الولايات المتحدة 0/3 الحقيقة ان هؤلاء ليسوا لا محللين ولا مفكرين بل هم مجرد مجموعة من الطبالين والراقصين على حبال مشاعر الجماهير بمعنى فازت مصر فالجميع سعيد وفرح بالفوز إذا نمتدح ونشكر في المنتخب ككل فالجميع منتظر المديح امام الشاشات وحصيلة الاعلانات ستزيد ورواتب هؤلاء المحللين ستزيد وعند الهزيمة لابد ان يظهر كل شخص (يدعي انه محلل كروي) انه حزين ومستاء وكلما زادت حدة كلامه على المنتخب وزاد ( التقطيع) اصبح مطلوب اكثر وستزيد الاعلانات بالقناة وسيزيد الراتب.
صراحة شيىء مثير للشمئزاز من هؤلاء الاشخاص المدعين انهم محللين رياضيين ولكن الامر من ذلك هو ان معظم الجماهير تنساق وراء هذا الكلام.
بنظرة موضوعية نتذكر يوم الاثنين الماضي قبل بدأ مباراة مصر والبرازيل ماذا كنا نتوقع لمنتخب مصر في بطولة كأس العالم للقارات.
اتحدى وجود شخص داخل او خارج مصر يتوقع ان نهزم من البرازيل بضربة جزاء في اخر دقيقة وبعد أداء مشرف جدا أو ان نفوز على إيطاليا.
الجميع توقع هزيمة فاضحة امام البرازيل لا تقل عن 5 او 6 أهداف وهزيمة اقل حدة امام المنتخب الايطالي ممكن ان تكون 3 او 4 اهداف وإذا حققنا شيىء فسيكون على أقصي تقدير هو التعادل مع المنتخب الامريكي.
وبدأت البطولة وخابت توقعات الجميع وقدم منتخبنا الوطني عروض قوية واداء ممتع اعطى للجميع الامل في قدرة المنتخب بتخطي الدور الاول ويوجد من وصل به الامل للفوز بالبطولة.
و يجب ان نعترف بكل فخر ان لاعبي منتخبناوجهازهم الفني هم من اعطونا هذا الامل وهم من اسعدونا وهم من فعلوا المستحيل لاستمرار هذه السعادة.
نعم في المباراة الاخيرة امام منتخب أمريكا كانت هناك أخطاء فنية وكانت توجد حالة ( توهان) من معظم لاعبي المنتخب ولكن خساراة مباراة أو خسارة بطولة ( لم تكن داخل حسابتنا أصلا) ليست نهاية العالم هذها الجيا أسعدنا كثيرا ويعتبر مصدر اساسي للفرحة لشعب مصر بالكامل خلال الربع سنين الاخيرة , ولكن ليست هذه فقط هي الاسباب التي أدت لهذه الخسارة فكلنا شركاء فيما حدث ألاعلام والجماهير والجهاز الفني والاعبين الكل سواء.
الاعلام متربص وكما قلت في البداية لا يهمه إلا مصلحته ومنفعته وزيادة حصيلة الاعلانات مهما كانت الوسيلة.
والجماهير للاسف الكثير منهم انساقت وراء الاعلام ولم ترحم لاعبي المنتخب ولم تتذكر انهم كانوا مصدر السعادة الوحيد لهم وظهرت السخرية من لاعبي المنتخب ومن الجهاز الفني بطريقة غريبة.
الجهاز الفني والاعبين ربما منهم من أخطا ولكنم لم يتهاونوا أو يقصروا في ادائهم وفعلوا ما عليهم وانا عن نفسي فخور بأني مصري ومشجع لمنتخب مصر.
بعيدا عن أي شيىء أود توجيه كلمة أخيرة للاستاذ عمرو أديب : أتقي الله