[size=18][center][b]قصة مجنون ليلى
(مجنون ليلى)
جن.. بليلى.. وشغفها حب قيس!
إنه مجنون بني عامر الذي قتله العشق .
*سبب عشق المجنون لليلى!
قالت ليلى : تشاغلت عنه ذات يوم بغيره ، وجعلت أعرض عن حديثه
ساعة ،وأحدث غيره لأعرف مدى صدقه ؛ فإذا وجهه قد تغير وإذا
لونه قد تبدل، وشق عليه فأنشأت:
كلانا مظهر للناس بغضا
وكلٌ عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما أردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين
فما سمع البيتين حتى أغمي عليه ، فمكث على ذلك ونضحوا عليه
الماء حتى أفاق ! وتمكن حب كل واحد منهما بالآخر حتى بلغ مبلغه!
* خطبته ليلى .
خطب- قيس بن الملوح ليلى وقدم لها مهرا خمسين ناقة حمراء!
وخطبها رجل يقال له "ورد بن محمد العقيلي" وبذل لها مهرا عشرا
من الإبل وقال أهلها نحن مخيروها؟ فمن اختارت منكم كانت له،
وقالوا ليلى والله لئن لم تختاري "وردا" لنمثلنَّ بك فاختارت وردا
مرغمة من أهلها
وهام من بعدها المجنون على وجهه،
* وهكذا بلغ به العشق !
وبلغ العشق بقيس أن أخرجه إلى الوسواس والهيمان، وذهاب عقله ،
وكثرة هذيانه وهبوط الأودية وصعود الجبال والتفرد في الصحراء
فكان كالصبيان يلعب بالتراب ويهذي كالمجنون وكان إذا ذكرت له
ليلى رجع إلى عقله وتجلت عنه غمرته ،
وحكي انه في بداية وسواسه قيل لأبيه لولا أخذته وذهبت به إلى
الحج وأمرته أن يدعو الله أن يجلي عنه حب ليلى، ففعل و أخذه إلى
الحج وعند الكعبة قال له أبوه : يا بني خذ بأستار الكعبة
واطلب الله أن ينسيك ما بك من حب ليلى ، فذهب المجنون وتمسك
بأستار الكعبة وقال : اللهم زني لليلى حبا إلى حبها وارني
وجهها في خير وعافيه ، فضربه أبوه ، فأنشأ يقول:
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب
فقلت ونحن في بلد حرام
به والله أخلصت القلوب
أتوب إليك يا رحمان مما
عملت فقد تظاهرت الذنوب
و أما عن هوى ليلى وتركي
زيارتها فإني لا أتوب
* لقاؤه بزوج ليلى !
مر مجنون ليلى بزوجها وهو يصطلي بالجمر فقال له :
بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى
رفيف الأقحوانة في نداها؟!
قال زوج ليلى : اللهم إذا حلفتني فنعم .
فاخذ مجنون ليلى جمرتين بكلتا يديه وقبض عليها بجهده كله وعض
على شفته حتى سقط مغشيا عليه وسق لحم راحتيه
* قيس وشبه ليلى!
ومر مجنون بني عامر ( قيس بن الملوح ) برجلين صادا ضبية
فربطاها وذهبا بها ،فلما رآها وهي تركض في حبلها دمعت عيناه
وقال لهما : خذا مكانها شاة من غنمي و أطلقوها فأعطاهما شاة و
أطلقاها ، كل ذلك لأنه رأى أن عينيها كعيني ليلى ، وقال فيها :
أيا شبه ليلى لا تراع فإنني
لك اليوم من وحشيَّة لصديق
ويا شبه ليلى لو تلبَّثت ساعة
لعل فؤادي من جواه يفيق
تفر وقد أطقتها من وثاقها
فأنت لليلى لو علمت طليق
ومر قيس بعد ذهاب عقله بليى وهي تمشي في ظاهر البيوت بعد فراق
طويل ، فلما رآها بكى حتى سقط على وجهه مغشيا عليه فهربت خشية
أن يجدها أهلها عنده وعندما أفاق أنشأ يقول:
بكى فرحا بليلى إذ رآها
محب لا يرى أحدا سواها
لقد ظفرت يداه وطاب عيشا
لئن كانت تراه كما يراها
وهكذا عاش قيس بن الملوح ، مجنون ليلى ، مجنون بني عامر على
أمل اللقاء!
إن قصة قيس هذه هي قصة المتيم المكبول الذي يقضي دهره أسيرا
لهوى واحد إلى أن يصاب بالجنون ! . فهي قصة تمثل لونا من
ألوان الحياة الغرامية التي تجذب إليها كل المحبين![/b][/center]
[/size]