العيــــد .. والالم الساكن اعماقنا ..!!
هذا العام..
يكن هناك من تعودنا ان نقبّل يده.. ورأسه.. وقدميه..
وفي العيد القادم ايضاً ..
سوف تدق مدافع العيد.. داخل صدورنا..
وتهز مشاعرنا من الداخل.. حزناً.. ومرارة..
لأننا لن نجد من نتصل به..
من نعيّد عليه.
من نقول له.. عيدكم مبارك..
العيد في هذا العام..
لم يكن له بريق الأعوام السابقة.. وخاصة .. عند من فقد والده.. أو والدته.. أو زوجته.. أو شقيقه.. أو أي عزيز عليه ..
بل كان بمثابة (ضربة خنجر).. و(صعقة تيار) تسري في جسد (المكلومين) و(المحزونين) و(المجروحين).. ومن فقدوا غالياً عزيزاً..
فالعيد هذا العام كان (باهتاَ)..
فالألم.. والانين.. والفقد.. اقوى من ان نطردها من دواخلنا.. ومن ان نتغلب على ذكراهم.. وان ننسى تلك الاحزان المتغلغلة في أعماق النفس..
و العيد هذا العام..
لم يكن رائعاً.. وجميلاً..
بل كان (حريقاً) يسري في ارجاء النفس..
و (سيلاً) جارفاً من الدموع.. والآهات.. والتنهدات..
و بكاءً صامتاً..
جراحاً نازفة.. أيضاً..
كل الناس فرحون..
وكل الناس مبتهجون..
وكل الناس سعداء.. بهذا العيد..
إلا ..
الا..
كل انسان .. خطف الزمن منه حبيبه..
الا هذا الإنسان المهموم.. المهموم.. المهموم..
فمن يُسعد من غادر الفرح أعماقه..؟
ومن يخفف من وطأة "وحشته"..؟!
شيء واحد يمكن له ان يجعله يستمتع بالعيد.. يُشارك سواه الفرحة به.. ينقله من عالم (غربته) إلى هذا العالم الممتلئ بالفرحة..
هذا الشيء هو:
صورة من غادره.. من فارقه.. من ابتعد عنه..
تلك الصورة المغروسة في ارجاء القلب.. وفي ثنايا العقل.. والماثلة امامه في كل الأوقات.. في كل مكان يذهب إليه.. في كل وجوه الناس..
تلك الصورة المحفورة في أحداق العين..
ذلك ابي يتحدث إليَّ..
وتلك والدتي.. تدعو لي..
وها هو ابني.. يتحرك في ارجاء البيت.. يعانق الافراح.. ويعبث.. ويلهو كالزنبقة المتفتحة.. يملأ أرجاء الدنيا.. مرحاً..
وذاك صديقي.. لا يمكن ان تخطئ عيني رؤيته.. بسمته.. همسته...
وتلك مئات الصور الاخرى.. لأناس لا يمكن ان ننساهم.. مازالوا أحياءً حتى اليوم.. ولكن في أعماق النفس..
ها هم يحيون معنا..
يتحركون هنا.. وهناك..
يبتاعون هدايا العيد.. وحلوى العيد..
ويلقون علينا تهنئة من نوع آخر..
يقولون لنا: لا تنســـــونا(!!).
،،،،،
( مهما باعد الزمن بيننا وبين أحبتنا الغالين.. فإنه لا يمكن ان يمسح صورتهم الجميلة من أذهاننا).
في هذا العيد اقول لعمي وخالي واستاذي الفاضل لن انساكم فانتم في القلب ساكنون