جنيف (ا ف ب) - في الوقت الذي يسجل فيه تصاعد كبير في وتيرة الاصابات بفيروس اي (اتش 1 ان 1) في النصف الجنوبي من الكرة الارضية مستفيدا من فصل الشتاء في هذه المناطق، يستعد النصف الشمالي لتلقي الصدمة الجديدة التي سيسببها هذا الفيروس مع عودة فصل الشتاء اليه خلال اشهر قليلة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، "فقد اصيب مئات الاف الاشخاص بالفيروس، ووصل عدد الوفيات من جرائه الى 800، وهو فيروس يمزج بين جينات انفلونزا الخنازير والطيور والبشر. واعلن عنه للمرة الاولى في اواخر شهر اذار/مارس من هذا العام في المكسيك".
وتضيف المنظمة ايضا انه منذ تلك الفترة "انتشر الفيروس بسرعة غير مسبوقة" وقريبا سيكون قد استوطن في كل بلدان العالم، فيما "لا يزال عدد كبير من الاسئلة بانتظار اجوبة شافية".
ويستشري هذا الفيروس في النصف الجنوبي حاليا الذي يمر في فصل الشتاء، فيما لا يزال يسجل الاصابات في النصف الشمالي متحديا درجات الحرارة الدافئة. وانتقلت العدوى في الاسبوع الماضي وحده الى مئة الف شخص في انكلترا، ويوازي هذا العدد ضعف اصابات الاسبوع الذي سبقه.
وقال ناطق باسم المنظمة، غريغوري هارتل، "لم نختبر بعد هذا الفيروس في الشتاء بما انه ظهر في شهر اذار/مارس، والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو كيف سيكون الفيروس في الشتاء؟ وهذا ما لا نعرفه بعد".
حتى الان "يشفى معظم المرضى من دون اي علاج طبي حتى بعد اسبوع من ظهور العوارض الاولى" الا ان خبراء منظمة الصحة العالمية يخشون من تحول الفيروس ليصبح اكثر شراسة، لذلك طلبوا من السلطات الصحية ابلاغهم عن اي عارض غير "مألوف".
واشار الناطق باسم المنظمة الى انه حتى الان "لم يرصد اي تغير في سلوك الفيروس، كل ما نشهده هو توسع جغرافي ليس الا".
ويسود القلق الان النصف الشمالي من الارض، علما ان اللقاح سيكون متوافرا ابتداء من ايلول/سبتمبر او تشرين الاول/اكتوبر. الا ان السلطات الصحية تتخوف من وصول اللقاح بعد فوات الاوان، كما انها لا تزال تجهل ما اذا كانت جرعة واحدة ستكون كافية لتأمين المناعة ضد الفيروس ام ان الحاجة تدعو الى جرعتين.
وتسجل معظم الاصابات لدى الاطفال والشبان، الا ان المنظمة لم تتوصل بعد لاي حقائق مثبتة في هذا الشأن. ويقول هارتل في هذا الاطار "كل ما لدينا هو افتراضات، فيسهل على الفيروس الانتشار في المدارس مثلا".
وكان قد اعلن رسميا في 11 حزيران/يونيو ان العالم الان يشهد الجائحة الاولى في القرن الحادي والعشرين، ومنذ حوال شهر ونصف شهر زعزع الفيروس حياة مليون شخص.
وبدأ سكان اميركا الجنوبية من جهتهم بتجنب العناق الحار المعهود لديهم، كما تعلق مباريات كرة القدم او تجري من دون حضور الجمهور. اما في اروقة الامم المتحدة فالمصافحة باليد تقتصر على السفراء دون سواهم.
وفي الكنائس، يمنع حاليا التبرك بالمياه المقدسة، كما طلبت السلطات الكنسية الانغليكانية عدم تقديم الكأس للمصلين اثناء المناولة.
وحتى الاجراءات الصحية تتغير، ففي انكلترا مثلا بات الحصول على وصفة طبية لشراء ال"تاميفلو" ممكنا بمجرد الاتصال هاتفيا او النقر على فأرة الحاسوب.