يبدو أن هيئة قصور الثقافة "ليس لها في الطيب نصيب"!! فبعد عامين من الأداء الفني والإداري الجاد والراقي للفنان أحمد يونس. فوجئ بقرار نقله كمدير عام لإدارة الفنون الشعبية من موقعه هذا.ولم يشر القرار الي نقلة لجهة بعينها. أي المهم إبعاده عن هذه الإدارة!!
ولم يشر القرار كذلك إلي أية أخطاء أو مخالفات أو مبررات للاستبعاد. كما أن الفنان أحمد يونس لم يعرض أمره علي لجنة القيادات لتري ما إذا كان صالحاً للاستمرار في عمله مديراً عاماً أم لا.. ولكن يبدو أن قرار الاستبعاد هذا جزء من تفريغ هيئة قصور الثقافة من كفاءاتها في كل المجالات. فسبق استبعاد المخرج المسرحي أحمد عبدالجليل والشاعر د. محمود نسيم والشاعر أحمد زرزور والدكتور محمد زيدان. وهم موزعون علي مواقع ثقافية مختلفة. حتي وصل الاستبعاد إلي الإسكندرية ليحل بإداري صاحب خبرة هو محمد عطية محمد.
العيب الأساسي ليونس- وربما كان هو السبب الخفي للاستبعاد- أنه صاحب رأي موضوعي. فقد عبر عن رفضه لبعض التصرفات غير المنطقية التي صدرت من مسئولي الهيئة ومنها- كما ذكر- عدم وضع معايير محددة لسفر رؤساء وفود الفنون الشعبية الي الدول العربية والأجنبية. بعد أن لاحظ اختيار أحد مديري القصور بالقاهرة. والذي لا علاقة له بالفنون الشعبية. ليرأس فرقة قنا للرقص الشعبي في سفرها خلال شهر يوليو 2008 .. وقد اعتذر هو عن عدم السفر مع فرقة التنورة التراثية الي دمشق في الفترة من 28/7/2008 إلي 5/8/2008 احتجاجاً علي السفريات غير القائمة علي الشفافية والقواعد المنطقية لبعض الموظفين..
فقد خاطب يونس د. عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية. في مذكرة بتاريخ 16/7/2008 يقترح فيها إنشاء إدارة جديدة للجمع الميداني والتوثيق. تتبع الإدارة العامة للفنون الشعبية. بغرض جمع تراثنا المهدد بالضياع. أو الانقراض. أو سطو الآخرين عليه.. وقدم أحمد يونس في مذكرته تفاصيل خطته هذه. وتوقع رداً إيجابياً. لكن فوجئ برد "كوميدي" يقول ان هذا المشروع لا يحتاج لإدارة جديدة. ويمكن أن تقوم به إدارة المتاحف!! فما علاقة المتاحف بجمع التراث الشعبي؟!
يقول يونس إنه حاول خلال رئاسته لهذه الإدارة العامة تحكيم المنهج العلمي في تدريب الفرق. وإعداد الكوادر الفنية. وفي هذا السياق أقام دورة تدريبية نهايات العام الماضي شارك فيها متخصصون وأكاديميون. لكن بعد شهور فوجئ باقامة دورة مماثلة تكلفت حوالي 50 ألف جنيه. بدون أي مبرر. وبدون متخصصين ولا أعضاء في الفرق الفنية. مما يعد إهداراً للمال العام.